مصر تعلن رسميا انتهاء مفاوضات سد النهضة

فشل إثيوبيا في التوصل لاتفاق يلبي مصالح مصر والسودان

مصر تحتفظ بحقها في الدفاع عن أمنها المائي والقومي

أعلنت مصر، يوم الثلاثاء، رسميا انتهاء مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، بعد فشل الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق يلبي مصالح الجميع.

وأكد البيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية أن "المسارات التفاوضية قد انتهت، على ضوء المواقف الإثيوبية الثابتة على عدم التنازل عن موقفها الأحادي في ملء وتشغيل سد النهضة".

وأضاف البيان أن "مصر تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حاله تعرضه للضرر".

وكانت المفاوضات بين الدول الثلاث قد انطلقت في عام 2011، وتم عقد 15 جولة منها، دون أن تسفر عن أي تقدم يذكر.

وكانت إثيوبيا قد أعلنت في سبتمبر الماضي عن الانتهاء من ملء سد النهضة، وهو ما رفضته مصر والسودان، واعتبرته انتهاكاً لحقوقهما التاريخية في مياه نهر النيل.

ويرى مراقبون أن فشل المفاوضات بين الدول الثلاث يفتح الباب أمام تصعيد الأزمة، وقد يؤدي إلى صراع مسلح بين مصر وإثيوبيا.

محاولة إثيوبيا استغلال الغطاء التفاوضي لتكريس الأمر الواقع

يرى خبراء أن النظام الإثيوبي حاول استغلال الغطاء التفاوضي لتكريس الأمر الواقع، من خلال ملء السد دون اتفاق مع الدولتين المصب.

ويرى هؤلاء الخبراء أن إثيوبيا كانت تراهن على أن استمرار المفاوضات سيمنحها الوقت الكافي لملء السد، وجعل الأمر الواقع أمراً واقعاً لا يمكن تغييره.

ولكن يبدو أن هذا الرهان لم يتحقق، حيث أعلنت مصر رسميا انتهاء المفاوضات، وأكدت أنها تحتفظ بحقها في الدفاع عن أمنها المائي والقومي.

أهمية سد النهضة

سد النهضة هو سد كهرومائي كبير يجري بناؤه على نهر النيل الأزرق، في إثيوبيا. ويبلغ ارتفاع السد 145 متراً، وطوله 700 متر، وسعة تخزينه 74 مليار متر مكعب.

ويهدف سد النهضة إلى توليد الكهرباء، وتوفير مياه الري، وتطوير الزراعة في إثيوبيا.

ويعتبر سد النهضة مشروعاً مهماً بالنسبة لإثيوبيا، حيث سيساعدها على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ولكن يعتبر سد النهضة مشروعاً ذا أهمية بالغة بالنسبة لمصر والسودان أيضاً، حيث يعتمدان بشكل أساسي على مياه نهر النيل في الزراعة والشرب.

ويرى خبراء أن سد النهضة قد يؤثر سلباً على حصص مصر والسودان من مياه نهر النيل، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يضمن مصالح الدول الثلاث.